الدرس 2 من 6
في تقدم

حكم تعلم التجويد



التجويد النظري والعملي:

  • 1. التجويد النظري: هو معرفة أحكام هذا العلم وقواعده، التي تضبط كيفية أداء الكلمات القرآنية، وحكم تعلم هذا القسم فرض كفاية، بحيث إذا قام به بعض أفراد الأمة يحصل بهم الكفاية، سقطت المطالبة به عن عموم الأمة، ولم يلحق الإثم من تركه.
  • 2. التجويد العملي: وهو أداء أحكام التجويد عند تلاوة القرآن الكريم عمليًا، وحكم هذا القسم فيه تفصيلٌ تابع لتعريف اللحن في تلاوة القرآن الكريم وحكمِه، وذلك على النحو الآتي:

تعريف اللحن وأقسامه وحكمه:

اللحْن (بسكون الحاء) في اللغة: هو إمالة الكلام عن جهته الصحيحة في العربية .

اللحْن في الاصطلاح: هو الخطأ في تلاوة القرآن الكريم .

ويُقسم اللحن في تلاوة القرآن الكريم إلى قسمين: لحن جلي (ظاهر)، ولحن خفيّ، ولكلٍ منهما تعريفٌ وحكمٌ يتميز به عن الآخر، وإليك تفصيلَ ذلك:

أولًا: اللحن الجلي:

تعريفه: هو خطأ يعرض للفظ فيخل بالحروف أو الحركات.

صوره : للّحن الجلي عِدة صور، نذكر بعضًا منها على النحو الآتي:

  • 1. تبديل حرف بحرف كأن يجعل السين صادًا في كلمة: ﴿يَسۡطُونَ﴾ فتصير (يصطون)، ويجعل الزاي سيناً في كلمة ﴿ٱلرِّجۡزَ﴾ فتصير ﴿ٱلرِّجۡسَ﴾.
  • 2. حذف حرف أو أكثر، نحو:
    • أ. ‌حذف الواو من أول قوله تعالى: ﴿وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ﴾ فيقرؤها: ﴿إِذۡ قَالَ رَبُّكَ﴾.
    • ب. ‌تخفيف المشدد، كأن يقرأ: ﴿إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ﴾ بتخفيف الياء (إيَاكَ).
    • ج. ‌حذف حرف المد كحذف الألف آخر كلمة ﴿مُوسَىٰٓ﴾ في قوله تعالى: ﴿رَبِّ مُوسَىٰ وَهَٰرُونَ﴾.
    • د. ‌إدغام اللام في بعض الحروف القمرية كالجيم، نحو: ﴿ٱلۡجَنَّةَ﴾، ﴿ٱلۡجَمَلُ﴾، ﴿ٱلۡجَحِيمِ﴾.
  • 3. زيادة حرف أو أكثر، نحو:
    • أ. ‌زيادة واو أول الآية، نحو قوله تعالى: ﴿إِنَّ لِلۡمُتَّقِينَ مَفَازًا﴾ فيقرؤها: ﴿وَإِنَّ لِلۡمُتَّقِينَ مَفَازًا﴾.
    • ب. ‌إشباع الحركة بحيث يتولد منها حرف مد، نحو: ﴿ثُمَّ﴾ فيمدها هكذا: (ثومَّ).
    • ج. ‌تشديد المخفف كأن يقرأ (لاغيَّة) بتشديد الياء في قوله تعالى: ﴿لَّا تَسۡمَعُ فِيهَا لَٰغِيَةٗ﴾.
  • 4. تبديل الحركات نحو:
    • أ. ‌إبدال حركة بحركة، ككسر التاء في كلمة: ﴿أَنۡعَمۡتَ﴾
    • ب. ‌تحريك الساكن، كتحريك ميم كلمة (يَعلمُه) في قوله تعالى: ﴿وَمَا تَفۡعَلُواْ مِنۡ خَيۡرٖ يَعۡلَمۡهُ ٱللَّهُ﴾.
  • حكمه: يحرم على القارئ تعمّد الوقوع فيه مطلقًا، ويجب عليه عندئذ تعلم التجويد بما يصحح به التلاوة وجوبًا عينيًّا، بحيث يتجنب الوقوع في هذا القسم من اللحن، وهذا محل اتفاق بين العلماء.

ثانيًا: اللحن الخفي:

تعريفه: هو خطأ يعرض للتلاوة، فيخل بكمال صفات الألفاظ، أو بعُرف القراءة، دون أن يؤثر في مبناها ومعناها وإعرابها، فهو خطأٌ في أحكام التجويد، كترك الغنة أو المدّ، أو أحكام النون الساكنة ونحوها.

صوره: للّحن الخفي عِدة صور، نذكر بعضًا منها على النحو الآتي:

  • 1. ترك الغنة في حرف الميم المشدد حالة الوقف، كما في كلمة ﴿ٱلۡيَمّ﴾ من قوله تعالى: ﴿فَإِذَا خِفۡتِ عَلَيۡهِ فَأَلۡقِيهِ فِي ٱلۡيَمّ﴾.
  • 2. ترك زيادة المدّ، كترك المد المتصل في كلمة: ﴿لِلۡفُقَرَآءِ﴾ في قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا ٱلصَّدَقَٰتُ لِلۡفُقَرَآءِ﴾.
  • 3. إظهار النون في موضع الإدغام، كما في قوله تعالى: ﴿فَمَن يَعۡمَلۡ﴾.

حكمه: وأما حكمه ففيه تفصيل على آراء:

  • 1. حرام: عند جمهور المتقدمين من أهل العلم؛ وذلك لأنه يُخِل بالأداء الصحيح للقرآن الكريم، ويجب على القارئ تعلم التجويد بما يصحح به التلاوة وجوبا عينيًّا، بحيث يتجنب الوقوع في هذا القسم من اللحن .
  • 2. مكروه: عند فريق من أهل العلم؛ لأنه لا يخل بالمعنى ولا بالمبنى، ولكنه يخل بكمال القراءة وكمالها، وعلى ذلك فإن تعلم التجويد بما يصحح به التلاوة، بحيث يتجنب الوقوع في هذا القسم من اللحن، واجب على من يتصدى للرواية والأداء دون العامّة، إذ في إيجابه على العامّة مشقة، فيكون تعلّمُه والتزامُ أدائه مُستحبًّا في حقهم، كمالًا وتزيينًا لتلاوة كتاب الله تعالى .

وذكر بعض أهل العلم في ذلك تفصيلًا آخر، حيث جعلوا الخطأ في أحكام التجويد الظاهرة من مدّ وغنة وقلقلة مستوجبًا للمؤاخذة، بخلاف ما يخفى من دقائق التجويد، وما لا يتقنه إلا خاصة أهل العلم وطلبته؛ كأوجه الوقف على الكلمة وكمال الإدغام ونقصانه، فهو واقع في دائرة العفو عن العامّة، واجب على أولئك الخاصة فحسب .

محتوى الدرس