مراتب التلاوة:
لتلاوة القرآن الكريم ثلاث مراتب من حيث السرعة، يتخيّر منها القارئ ما شاء، ويراعي في اختيار مرتبة التلاوة حالةَ القراءة؛ إن كانت في صلاة أو في حضرة من يستمع أو في خلوة، وهذه المراتب هي :
المرتبة الأولى: التحقيق: وهو البطء في التلاوة، مع كمال الإتقان، من غير تمطيط للحروف، ولا إخلال بموازين الغنن والمدود، وهذه المرتبة هي التي يقرأ بها المتعلم المبتدئ؛ وذلك لرياضة لسانه على إخراج الحروف من مخارجها، وإعطائها حقها من الصفات الأصلية والعرضيّة، وليضبط موازين الحروف والغنن والمدود.
المرتبة الثانية: الحدر: وهو الإسراع في التلاوة، من غير دمج بين الحروف، ولا إدخال لها ببعضها، ولا إخلال بأحكام التجويد، والأصل أن يقرأ بالحدر من أتقن التلاوة.
المرتبة الثالثة: التدوير: وهو التوسط في سرعة التلاوة بين التحقيق والحدر، وهي التلاوة التي يُقرأ بها غالبًا.
تنبيه:
على القارئ مراعاة أحكام التجويد في جميع مراتب التلاوة، المعبر عنها بالترتيل، فالترتيل ليس مرتبةً مستقلة بنفسها، بل هو اسم لهيئة التلاوة الصحيحة التي لا غنى للقارئ عنها، بغض النظر عن سرعة تلاوته، فتعريف الترتيل كما رُوي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عندما سُئل عن تفسير قوله تعالى: ﴿وَرَتِّلِ ٱلۡقُرۡءَانَ تَرۡتِيلًا﴾ [المزمل: 4]، فقال: “الترتيل هو تجويد الحروف، ومعرفة الوقوف”، فالترتيل يعُمُّ جميع مراتب التلاوة كما بيّنا .