أولاً: الاستعاذة:
يسن لقارئ القرآن الكريم أن يفتتح تلاوته بالاستعاذة، سواء ابتدأ التلاوة من أول السورة أو من أثنائها، عملًا بقوله تعالى: ﴿فَإِذَا قَرَأۡتَ ٱلۡقُرۡءَانَ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ ٱلرَّجِيمِ﴾ [النحل: 98] .
وصيغة الاستعاذة المشهورة هي: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) ، ويجوز الزيادة عليها، نحو: (أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم) .
ويُسِرُّ القارئ بالاستعاذة إذا كان يقرأ سرًا ويجهر إذا كان يقرأ جهرًا، وإذا كان يقرأ في حلقة فيجهر الأول ويكمل البقيةُ بعده دون استعاذة .
وإذا عَرَض للقارئ عارض قطع تلاوته فإنه يعيد الاستعاذة ما لم يكن هذا العارض ضروريًا، كالسعال والعطاس، أو إذا كان متصلًا بالتلاوة، كتصحيح حكم أو تفسير آية أو سجود تلاوة .
ثانيًا: البسملة:
وتجب على القارئ البسملة أول كل سورة ما عدا سورة التوبة فلا بسملة أولها، وأما إذا ابتدأ القارئ من غير أول السورة فهو مخير بين الإتيان بالسملة أو عدمها، والإتيان بها أفضل، وهذا ينطبق على سورة التوبة كذلك .
أوجه الاستعاذة والبسملة أول التلاوة:
إذا أتى القارئ بالاستعاذة والبسملة أول التلاوة فله أربعة أوجه في أدائها، وهي على النحو الآتي:
- 1 – قطع الجميع: ويكون بالوَقف على الاستعاذة، وعلى البسملة، والابتداء بأول السورة، كما في المثال الآتي:
(أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) (بسم الله الرحمن الرحيم) (قل هو الله أحد). - 2 – قطع الأول ووصل الثاني بالثالث: ويكون بالوقف على الاستعاذة، ثم وصل البسملة بأول السورة، كما في المثال الآتي:
(أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) (بسم الله الرحمن الرحيمِ قُل هو الله أحد). - 3 – وصل الأول بالثاني وقطع الثالث: ويكون بوصل الاستعاذة بالبسملة، والوقف عليهما، ثم الابتداء بأول السورة، كما في المثال الآتي:
(أعوذ بالله من الشيطان الرجيمِ بِسم الله الرحمن الرحيم) (قُل هو الله أحد). - 4 – وصل الجميع: ويكون بوصل الاستعاذة بالبسملة، ووصلها بأول السورة، كما في المثال الآتي:
(أعوذ بالله من الشيطان الرجيمِ بِسم الله الرحمن الرحيمِ قُل هو الله أحد).
أوجه البسملة بين السورتين:
وعندما ينتقل القارئ بين آخر سورة ما والسورة التي بعدها فإنه يبدأ السورة الثانية بالبسملة كما نبَّهنا عليه سابقًا، ويكون له ثلاثة أوجه، وذلك على النحو الآتي:
- 1 – قطع الجميع: ويكون بالوقف على آخر السورة السابقة، وعلى البسملة، ثم الابتداء بأول السورة اللاحقة، كما في المثال الآتي:
(ولم يكن له كفوًا أحد) (بسم الله الرحمن الرحيم) (قل أعوذ برب الفلق). - 2 – قطع الأول ووصل الثاني بالثالث: ويكون بالوقف على آخر السورة السابقة، ووصل البسملة بأول السورة اللاحقة، كما في المثال الآتي:
(ولم يكن له كفوًا أحد) (بسم الله الرحمن الرحيمِ قُل أعوذ برب الفلق). - 3 – وصل الجميع: ويكون بوصل آخر السورة السابقة بالبسملة، ووصلها بأول السورة اللاحقة، كما في المثال الآتي:
(ولم يكن له كفوًا أحدٌ بِسم الله الرحمن الرحيمِ قُل أعوذ برب الفلق).
تنبيه :
لا يجوز وصل آخر السورة السابقة بالبسملة مع الوقف عليها، ثم الابتداء بالسورة اللاحقة؛ لأن ذلك يوهم السامع بأن البسملة لآخر السورة السابقة، وإنّما هي لأول السورة التّالية، وذلك كما في المثال الآتي:
(ولم يكن له كفوا أحدٌ بِسم الله الرحمن الرحيم) (قل أعوذ برب الفلق).