أولًا: التعريف بالقراءة والرواية والطريق :
القراءة: كل اختيار منسوب لإمام من الأئمة مما أجمع عليه الرواة عنه.
فيقال مثلًا: قراءة نافع، وقراءة عاصم، وقراءة حمزة، وهكذا، ولهذا يقال: القراءات السبع أو القراءات العشر.
الرواية: كل ما نُسب إلى الراوي عن إمام من الأئمة القراء ولو بواسطة.
فيقال مثلًا: رواية ورش عن نافع، ورواية حفص عن عاصم، ورواية خلف عن حمزة، وهكذا.
الطريق: كل ما نسب للآخذ عن الراوي وإن نزل فهو طريق، فيقال مثلًا: رواية ورش عن نافع من طريق الأزرق.
ثانيًا: التعريف بالإمام عاصم :
هو عاصم بن أبي النَّجود، وقيل: اسم أبيه عبد الله، وكنيته أبو النَّجود، وقيل: اسم أمّه “بهدله” ولذلك يقال له: عاصم بن بهدله، وكنيته أبو بكر، وهو أسدي كوفي، وأحد القراء السبعة، وتابعي جليل.
قرأ عاصم على أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي، وعلى أبي مريم زرّ بن حبيش الأسدي، وعلى أبي عمرو سعد بن إياس الشيباني – رحمهم الله -، وقرأ هؤلاء على عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وقرأ زِرّ والسلمي أيضاً على عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب – رضي الله عنهما -، وقرأ السُّلمي أيضاً على أُبَي بن كعب وزيد بن ثابت – رضي الله عنهما -، وقرأ ابن مسعود وعثمان وعلي وأُبيّ وزيد – رضي الله عنهم – على رسول الله ﷺ.
والإمام عاصم هو الإمام الذي انتهت إليه مشيخة الإقراء بالكوفة بعد أبي عبد الرحمن السلمي، ورحل إليه الناس للقراءة من شتى الآفاق، متّصِفٌ بالفصاحة والتجويد، والإتقان والتحقيق، وكان أحسن الناس صوتًا بالقرآن الكريم.
وروى القراءةَ عن عاصم: حفص بن سليمان، وأبو بكر شعبةُ بن عياش، وهما أشهر الرواة عنه، وأبان بن تغلب، وحماد بن مهران الأعمش، وأبو المنذر سلام بن سليمان، وسهل بن شعيب، وشيبان بن معاوية، وخلق لا يُحصَون.وتوفي عاصم سنة (127هـ) – رحمه الله تعالى رحمة واسعة -.
ثالثًا: التعريف بالإمام حفص :
هو حفص بن سليمان بن المغيرة الأسدي الكوفي، البَزاز نسبة لبيع البَزّ، أي: (الثياب)، وكنيته أبو عمر، وُلد سنة (90 هـ)، وأخذ القراءة عرْضًا وتلقينًا عن عاصم، وكان ربيبه (ابن زوجته).
قال الداني: وهو الذي أخذ قراءة عاصم على الناس تلاوة، ونزل بغداد فأقرأ بها، وجاور بمكة فأقرأ بها كذلك.
قال أبو هاشم: كان حفص أعلم أصحاب عاصم بقراءة عاصم، فكان مرجَّحًا على شعبة بضبط الحروف، وقال الذهبي: هو في القراءة ثبت ضابط.
وروى القراءة عن حفص خَلقٌ كثير، منهم: حسين بن محمد المروزي، وحمزة بن القاسم الأحول، وسليمان بن داود الزهراني، وحمدان بن أبي عثمان الدقاق، وعمرو بن الصباح، وعبيد بن الصباح، وأبو شعيب القواس، وغيرهم.توفي حفص – رحمه الله – سنة (180هـ) على الصحيح.
رابعًا: التعريف بطريق الشاطبية :
هي الرواية المأخوذة مما ضمّنه الإمام الشاطبي، من أصول القرّاء السبع ورواتهم، في منظومته المشتهَرة بالشاطبية، وهي قصيدة لامية في القراءات السبع، للإمام أبي القاسم بن فِيْرُّه الأندلسي – رحمه الله تعالى -، واسمها الأصلي (حرز الأماني ووجه التهاني) كما نص هو عليه في مقدمتها، وقد نظم فيها كتاب التيسير لابي عمرو الداني في (1173) بيتًا من الشعر، وتعد هذه القصيدة من عيون الشعر.
فالقارئ لحفص عن عاصم من طريق الشاطبية يلتزم بهذه الرواية، كما نص عليها الإمام الشاطبي – رحمه الله – في منظومته بسنده إلى الإمام حفص عن الإمام عاصم رحمهم الله جميعًا.